بسم الله الرحمن الرحيم – فكرت اتى اليوم ببعض الاسئلة واجابتها ولكن عليكم ان تفهموا المغزى من هذه الاسئلة واجابتها :
ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟إنه أمله في الحصادوما الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان؟إنه أمله في الربح وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة ؟إنه أمله في النجاحوما الذي يحفز الجندي إلى الاستبسال في القتال والصبر على قسوة الحرب ؟إنه أمله في النصروما الذي يحبب إلى المريض الدواء المر ؟ إنه أمله في العافية وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه ؟ إنه أمله في رضوان ربه وجنته.الأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل،وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد، والمجد إلى المداومة على جده، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح، ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه. إن الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط ، إنه يحمل معنى البشر وحسن الظن ، بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل. ويُوهي في الجسد دواعي القوة ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الهلاك في اثنتين: القنوط والعُجب "... والقنوط هو اليأس، والعجب هو الإعجاب بالنفس والغرور بما قدمته. قال الإمام الغزالي: " إنما جمع بينهما: لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب، والجد والتشمير، والقانط لا يسعى ولا يطلب، لأن ما يطلبه مستحيل في نظره".الإيمان يبعث في النفس الأمل:نعم هذه حقيقة وواقع مشاهد أن الإيمان يبعث في النفس الأمل ويدفع عنها اليأس والأسى.فالمؤمن الحق يرى أن الأمور كلها بيد الله تعالى فيحسن ظنه بربه ويرجو ما عنده من خير ما أضيق العيش لولا فسحة الأملالأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات ، فلولا الأمل ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات ،ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ،ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات،وقديما قال بعض الحكماء:لولا الأمل ما بنى بان بنيانا،ولا غرس غارس غرسا.وفي هذا المعنى قال الشاعر:أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأملوقال الطغرائي (الوزير الشاعر):ولا تيأسنْ من صنـع ربك إنه ضمين بأن الله سوف يُديـلفإن الليـالي إذ يـزول نعيمها تبشـر أن النـائبات تـزولألم تر أن الليـل بعد ظلامـه عليه لإسـفار الصبـاح دليلألم تر أن الشمس بعد كسوفها لها صفحة تغشي العيون صقيلوأن الهلال النضو يقمر بعدما بدا وهو شخت الجانبين ضئيل
تم بحمد الله وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى ال بيته وصحبه اجمعين